السعودية تتصدر السياحة العالمية- قصة نجاح ونمو متسارع

المؤلف: حمود أبو طالب08.27.2025
السعودية تتصدر السياحة العالمية- قصة نجاح ونمو متسارع

لقد استحسنْتُ تصرُّفَ وزير السياحة عندما قضى إجازة الصيف في ربوع المملكة، إذ شاهدنا صورَه برفقة عائلته الكريمة في منتجع ساحر على ضفاف البحر الأحمر، وقبل أيام قلائل، رأيناه يتفقد المرافق السياحية الخلابة في الطائف، كما لاحظنا حضوره الميمون مع فريق عمله المخلص في مناطق الجذب السياحي الصيفي الأخرى، كعسير الفاتنة والباحة البهيجة وغيرها من المناطق السياحية الجذابة، مع العلم أن السياحة لم تعد مقتصرة في موسم الصيف على المناخ المعتدل فحسب، بل تعتمد أيضاً على عوامل أخرى ذات أهمية بالغة، كالفعاليات الترفيهية المتنوعة والبرامج الثقافية الثرية.

تصوروا معي لو أن الوزير يروج للسياحة الداخلية بكل حماس واقتدار، بينما هو يستجم وينعم بالراحة في أحد المنتجعات الأوروبية الفاخرة! من حقه بلا شك، كإنسان، أن يختار الوجهة التي يرغب بقضاء إجازته فيها، ولكن عندما يكون القدر قد اختاره ليتبوأ منصب وزير السياحة، فإن الأمور تأخذ منحى آخر ويتغير الوضع برمته، فكم ننتقد المسؤولين في بعض الأحيان، بل قد نتمادى في قسوة النقد الموجه إليهم عندما يمارسون حقهم الطبيعي في الاختيار فيما يتعلق بشؤونهم الحياتية الخاصة، إننا نخلط كمجتمع بصورة واضحة بين الأمور الشخصية والعامة، وننزع إلى ممارسة الضغوط المجتمعية بصورة غير عادلة في بعض الأحيان.

على كل حال، هذه الخاطرة العابرة خطرت ببالي قبل أن أدلي بتعليقي على الخبر المفرح الذي يبشر بتحقيق المملكة العربية السعودية لإنجاز سياحي جديد ومتميز، حيث تبوأت الصدارة العالمية كأعلى وجهة سياحية من حيث نسبة نمو عائدات السياح الدوليين في الربع الأول من عام 2024، مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2019، وذلك وفقاً لبيانات منظمة الأمم المتحدة للسياحة، أما عن الأسباب الكامنة وراء هذا التفوق المذهل وكيفية تحقيقه، فيرجع ذلك إلى عشرة عناصر جذب رئيسية أسهمت في تعزيز مكانة المملكة ضمن قائمة الوجهات العالمية المرموقة، وهي: «موقعها الاستراتيجي كمحور ربط بين القارات الثلاث، وجودة الحياة العالية، وتسهيلات الحصول على التأشيرة السياحية، والسياحة الدينية المتنامية، والمؤشرات الأمنية المرتفعة، وتنوع الوجهات السياحية، والمحميات الطبيعية الخلابة، والبنية التحتية المتطورة، والتسويق السياحي الفعال، والتطبيقات الذكية المبتكرة».

إن عوامل الجذب المذكورة أعلاه تشكل ممكنات قوية لنمو السياحة الدولية وازدهارها في المستقبل، وكلنا ثقة بأن المزيد من عوامل الجذب ستتحقق قريباً، لأننا أصبحنا نتعامل مع السياحة بمنهجية علمية مؤسسية راسخة، وأضحت وزارة السياحة بمثابة شعلة متوهجة من النشاط الدؤوب والسعي المستمر نحو تحقيق سياحة مستدامة وشاملة ومتعددة الجوانب.

إنه لمنظر بديع حقاً أن نرى السياح الأجانب وهم يتجولون في مختلف أرجاء المملكة، وقد غمرتهم الدهشة والاستغراب من كل التفاصيل الغنية التي تزخر بها طبيعتنا الخلابة وآثارنا التاريخية العريقة وثقافتنا الأصيلة وفنوننا الراقية وتراثنا الغني وأزيائنا التقليدية وأطعمتنا الشهية، والأهم من ذلك كله، التعامل الراقي الذي يتحلى به أفراد المجتمع السعودي، والشعور بالأمن والأمان الذي يحيط بالجميع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة